المنية هي الصدفة التي جمعت اليوسف واكبري فكلاهما تمتع بحس فني راق شاركا به الجميع وامتعا اهل البحرين بما انتجاه سواء في الفن أو العمارة.
وهو الامر الذي دفعني الى كتابة هذه الاسطر دون شيء آخر اضافة الى أن اليوسف وأكبري تربطهما علاقة عائلية قديمة مع والديّ اللذين تأثرا كثيراً لنبأ وفاتهما وهما في اجازة خارج البلاد.
أذكر كيف كان اليوسف يشجعني على مزاولة الرسم وتحديدا الفن المائي وكيف كان والدي في اواخر الثمانينات قبل ان يفقد اليوسف نظره ويصاب بالعمى يصطحبني الى مكتبه الكائن عند شارع كنيسة القلب المقدس اذ كان اليوسف يستوقفني في كل صغيرة وكبيرة من اعمالي التي كنت آنذاك انجزها بشغف وبسرعة كبيرة لطالما اشتقت لذلك.
هذه الشخصية كان لها الفضل في دعمي وتشجيعي في مشاركة معارض ومسابقات فنية داخل البحرين لفترة ليست بقصيرة وبسببه تطورت هوايتي مع ان الصحافة ومشاغل الحياة الهتني عنها… على رغم انني مازالت أتذكر كلماته التي تطرق اذني بعدم ترك الرسم واهمال هذا الحس المكنون بداخلي.
اما اكبري فقد كان ينجز تصاميمه في بناء فيلل بحس فنان يعشق العمارة الاندلسية واهل اسبانيا التي ظل مغرماً بها حتى يوم وافته في ديار الاسبان…قد لا يعلم الكثير من ابناء جيلي ما قدمه هذا الانسان المبدع للبحرين فهو أول من صمم الفيلل والبيوت عندما افتتح اول شارع باسم الشيخ سلمان الممتد الى حديقة السلمانية بينما صمم عدداً من مباني المؤسسات الحكومية اضافة الى مدرسة القضيبية النموذجية للبنات التي مازال مبناها موجوداً مقابل مجمع الهادي التجاري وغيره من الفيلل التي صممها في مناطق سكنية مختلفة مثل القفول والزنج والعدلية والبديع.
مهما كتبت عن اكبري الذي كان يعد بمثابة الخال العزيز لوالدي مورثاً حبه للعمارة لابنتيه خلود وعبير فلن أوفي حقه… فرحم الله اليوسف واكبري واسكنهما فسيح جناته.